شمس ابو عمار المدير العام
عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 01/03/2010
| موضوع: كوفية الثائر السمراء السبت مارس 06, 2010 10:45 am | |
| كوفية الثائر السمراء
--------------------------------------------------------------------------------
كوفية الثائر السمراء
انتعلت حذائي توشحت الكوفية
السمراء وسرت بين ثنايا الوطن
ترجلت سويعات أداعب الهواء
بحنين الأم حين يداعب طفلها الأثداء
ابحث عن صديق عن رفيق درب
ظل يطارد الأعداء سنين دون عناء
تطاردني همسات الليل قهرا لاخوفا
وهل يخاف من توشح الكوفية السمراء
بأبي وأمي وكوفية العاصف لا لن
نهاب الموت ولن نهاب صرخات الأعداء
ركبت سيارة أجرة لأنني كنت اعلم
أنهم لايستهدفون السيارات الصفراء
جلست بجوار السائق استمع إلى الأخبار
وإذ بخير عاجل يحذر من الأجواء
أيها الناس انتبهوا طائرات الغدر تحوم
في السماء احذروا مكروغدرالعملاء
أوقفت السيارة ترجلت مسرعا نحو بيارة
زيتون والتجأت إلى غرفة بئر للماء
وما إن ارتحت قليلا حتى سمعت أزيز
الطائرات عاد من جديد في كبد السماء
رفعت يدي للذي خلق الأرض و السماء
أن يعمي بصرهم وألا يشمت الأعداء
وما بين طرفة عين وانتباهتها تغير كل
شيء وأصبح البئر أطلالا يتغنى به الشعراء
وقدمي اليمنى غابت وارتحلت اليسرى
واستقرت بين جدار البئر وسور البناء
والرأس يعانق عنان السماء لأني لم أمت
سأعيش حرا رغم انف وحقد الأعداء
اقتربت مني سيارة إسعاف وترجل نحوي
مسرعا رجل وسيم يرتدي بزة حمراء
عرفت من نظراته انه سيلملم جراحي
وقطع اللحم المتناثر بين الحشائش الخضراء
حملوني كما تحمل الأم رضيعها على سرير
طبي وانطلقوا بنا نحو دار الشفاء
أسعدني كثيرا ذلك الجمع من الأهل والخلان
وكانوا ينتظروني شهيدا من الشهداء
نظرت لمن حولي بعيون دامعة ألما وفرحا
لأني رأيت نفسي في عيون الأصلاء
عانقوني قبلوني أشاروا بأيديهم إلى ما تبقى
من الجسد وكأنهم يتمنون لها البقاء
أدخلوني غرفة ذهبية تتلألأ فيها الأنوار
و ملائكة تلثموا عرفت بأنهم الأطباء
رجال كالملائكة كفكفوا دموعي وخلعوا
عني الملابس التي كانت تغرق بالدماء
وما هي إلا لحظات حتى فارقت الحياة
عدت بعدها أرى النور من غرفة فيحاء
ما أجمل أن يعيش الثائر حرا لو بدون
جسد ومن حوله هؤلاء الأحرار الشرفاء
وما أجمل العهد والقسم حين يكون لهذا
الوطن وصية الختيار حملناها دون عناء
لتبقى الصخرة والأقصى تشع نورا
كنور من سار إليها في رحلة الإسراء
وتلك القصيد اهديها لمن كان بالأمس
ثائرا واليوم يسير بشارة نصر بلا أشلاء
| |
|