ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية اليوم نقلاً عن مصادر أمنية أن دولة اسرائيل توجهت بتهديد رسمي للسلطة الوطنية الفلسطينية حول مشاركة قيادات وطنية من السلطة و فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و خاصة حركة فتح في أعمال الاحتجاج الجماهيرية التي تسود الضفة الغربية و القدس منذ أسابيع.
و ذكر المصدر الأمني للصحيفة بأن دولة اسرائيل تتضرر كثيراً من توجه القيادة الفلسطينية لدعم المظاهرات الشعبية في القدس و بلعين و نعلين و المعصرة و النبي صالح و ام سلمونة و غيرها. و أكدت الصحيفة أن رئيس الشابك يوفال ديسكن يتابع هذا الموضوع و يهدد بحملة اعتقالات واسعة قد تطال اعضاء في اللجنة المركزية و المجلس الثوري لحركة فتح.
و لفت المصدر أن اسرائيل راضية عن الأداء الأمني لحركة حماس خاصة بعد أن اتخذت الحركة قراراً جدياً بملاحقة و معاقبة كل من يحاول العبث بأمن اسرائيل على الحدود مع القطاع، مضيفاً أن حماس قامت بالفعل باعتقال عشرات 'المخربين' من حركة فتح و الجبهة الشعبية و الجهاد الاسلامي و الجبهة الديمقراطية، لكن هناك قلق و تخوف، كما قال المصدر، في اسرائيل من عملية دعم حالة النضال الجماهيري الفلسطيني و تطويره بشكل 'يصور اسرائيل امام العالم على أنها دولة قمع و احتلال'.كما تحدثت صحيفة هآرتس عن غضب يسود القيادة الأمنية الاسرائيلية حيال أعمال 'الشغب' التي تقوم بها حركة فتح في منطقة 'جبل الهيكل' (المسجد الأقصى المبارك) و مدى تجاوب المجتمع االفلسطيني مع نداءات الحركة و المد الجماهيري الذي تحظى به بالرغم من الضربات العلنية التي وجهتها لها اجهزة الأمن الاسرائيلية بهدف تشويه صورتها و التقليل من مدها الآخذ بالازدياد خاصة اوساط الشباب.
و علّق الخبير الأمني الاسرائيلي داني اوبنفلد أنه و بعكس قناعات سائدة في الوطن العربي و العالم الاسلامي فإن حركة حماس هي أفضل بكثير من النواحي الأمنية الاسرائيلية من أجهزة السلطة الوطنية بسبب حاجة حركة حماس لاعتراف دولي و عدم قدرتها على استيعاب المزيد من الضربات التي قد توجه الى قطاع غزة في حال عودة نشاطات 'المخربين' الى القطاع، الأمر الذي يجعلها تُطبّق الأمن المطلق على الحدود بين قطاع غزة و اسرائيل بشكل ممتاز. و أضاف اوبنفلد أن حماس تراعي حفظ أمن دولة اسرائيل بدون مقابل في الوقت الذي تنفذ السلطة الفلسطينية تعهداتها الأمنية من منظور مصلحتها هي بدون اعتبارات للمصلحة الاسرائيلية، ضف على ذلك أن القيادة الجديدة لحركة فتح هي قيادة ميدانية و عسكرية أصلاً اعتادت على مقارعة اسرائيل و لا يوجد اية نوايا لديها لتهدئة الأمور بل على العكس فهي تتخذ مواقف لزيادة المواجهة و الاحتجاجات الشعبية لاعتقادها أن ما تسميه مقاومة جماهيرية هي الحل الأمثل للتخلص من حكم اسرائيل بعد الفشل الواضح للعمليات 'الانتحارية' و عمليات اطلاق النار التي مارستها في السابق بتحقيق أية أهداف سياسية
نجم المنتدى