بيان صادر عن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)
--------------------------------------------------------------------------------
بيان صادر عن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)
تاريخ النشر : الثلاثاء 23/2/2010م
ان قرار حكومة نتنياهو الاخيرة بضم الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد الصحابي بلال بن رباح (قبة راحيل) الى قائمة المواقع الاثرية اليهودية، هو قرار باطل بحكم الحق والتاريخ والقانون الدولي الذي يمنع دولة الاحتلال من التصرف بمقدرات الدول المحتلة الثقافية والدينية والاقتصادية، ويعتبر جريمة عنصرية جديدة تضاف الى جرائم الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وسرقة التراث والذاكرة والهوية، وتزوير التاريخ، وهي تأتي في الذكرى السادسة عشر للمجزرة الرهيبة التي ارتكبها الأرهابي (باروخ جولدشتاين) ضد المصلين الفلسطينيين في الحرم الابراهيمي، وفي صلاة الفجر يوم الجمعة الخامس والعشرين من فبراير.
اننا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ننظر الى هذا القرار باعتباره عملية استباقية، عدوانية شكلا ومضمونا، كسائر اجراءات دولة الاحتلال في الاراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا في القدس العربية، هدفه الاوحد، تقويض عملية السلام القائمة على مرجعيات الشرعية الدولية، و كافة الاتفاقات السابقة، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه بالتحرر واقامة دولته المستقلة القابلة للحياة في وطنه الطبيعي والتاريخي.
ان خطورة قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير تنبع من كونها نقلة نوعية من الاعتداء على ارض الشعب الفلسطيني نهبا واغتصابا، ومن الاعتداء على ابناء الشعب الفلسطيني تشريدا وقتلا واعتقالا وحرمانا، الى الاعتداء على تاريخه وتراثه ومكتسباته الثقافية والتراثية.
الحرم الابراهيمي الشريف، شأنه شأن المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة وكنيسة المهد، وهو من صميم التراث العربي الفلسطيني الاصيل، المتراكم عبر عشرات القرون من التفاعل بين الشعب والارض، بين الانسان وتاريخه، بين الايمان والأديان، هو حق مكفول غير قابل للانكار او التزوير.
انه لمن الواضح ان الحملة الاسرائيلية الاخيرة على المواقع التراثية والتاريخية والدينية للشعب الفلسطيني، هي استمرار للحملة المسمومة على المسجد الاقصى والحفريات الجارية تحته بهدف تقويضه،وتأتي في سياق ما هدفت له زيارة أرئيل شارون للحرم القدسي الشريف.
وهنا نود ان نشير، الى انه على الرغم من مرور عشرات السنوات على المحاولات الاسرائيلية لربط المسجد الاقصى بالتاريخ اليهودي، بما يستتبع ذلك من حفريات واجراءات اركيولوجية وتنقيب يصل الى حد الهوس، الا ان النتائج اليومية تشير فقط نحو اتجاه واحد، ما تحت الارض، تماما كما هو موجود فوقها، فلسطيني عربي أصيل.
تدين حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح هذه الجريمة الجديدة، وتحذرمن تداعياتها .
اننا ندعو المجتمع الدولي، حكومات ومؤسسات ثقافية وتاريخية وتراثية، الى استنكار قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير، واعتباره عدوانا جديدا على الشعب الفلسطيني، يمس جوهر روحه بعد ان نكلوا بجسده ووطنه.
تحية الى أهلنا في الخليل الذين يتحملون عبء حماية البلدة القديمة ، في ظل تواصل دورهم النضالي وكافة أبناء شعبنا وحركتنا في الحفاظ على عروبة القدس. واننا إذ نحييهم على وقفتهم الراهنة من أجل حماية الحرم الابراهيمي الشريف والدفاع عنه ، نحيي بالمثل أبناء شعبنا في بيت لحم الذين يذودون عن مسجد الصحابي بلال بن رباح ، وندعو أبناء شعبنا الفلسطيني البطل لتقديم كل الدعم والمشاركة في الدفاع عن الحرم الابراهيمي، وعن مسجد الصحابي بلال بن رباح.
تطالب اللجنة المركزية لحركة فتح أبناء شعبنا في الخليل وبيت لحم والقدس وفي الأرض الفلسطينية المحتلة كافة، وأبناء الحركة وكوادرها من كل مكان بالصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه ضد الانسانية وبالاستمرار بالمقاومة الشعبية والحراك الدولي لمقاطعة اسرائيل وحصارها ، وفي بناء الوطن ومؤسساته وفي استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والانقلاب، فتلك هي الاستراتيجية القادرة على مواجهة محاولات الاحتلال الاسرائيلي وحكومة اسرائيل سارقة الأرض والتراث والتاريخ.
المجد لشهدائنا الابرار، الحرية لاسرانا
وانها لثورة حتى النصر
اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني -فتح